شاب في اللاذقية يدّعي امتلاكه سر النبي سليمان .. ومشعوذ “حمصي” يطرد الجن عبر اغتصاب طالبة بكالوريا !
تحدثت صحيفة “الأيام” السورية عن انتشار ظاهرة التنجيم خلال السنوات الأخيرة بشكل كبير في المجتمع السوري.
وقالت الصحيفة إنه لم تعد تخلو منهم منطقة أو قرية، فهم منتشرون في الشوارع العامة ينادون الناس للتبصير والتنجيم كأنّهم يبيعون البطاطا في سوقٍ للخضار، حتى أصبح بعض المنجمّين أشهر من “نور على علم” يقصدهم الناس لأغراض مختلفة.
وفي تحقيق لها عن هذه الظاهرة، قالت “الأيام” : لم تقتصر مسألة التنجيم عند السوريين على الفضول في معرفة الغيب، بل تعدَّتها لتصبح عادة خطيرة لها خلفيات مفضوحة في النصب والاحتيال والابتزاز.
ولا شيء يضحك أكثر من أن تستمع لكل منجِّم وهو يدلي بتوقعاته بحسب الاتجاهات السياسية التي إما يتبعها هو، أو يتبعها الشخص الذي يستضيفه. وبات الحديث عن «الأسياد» و»الخدام» و»الجن السفلي» و»الجن العُلوي» حديثاً عادياً لا أحد يخافه بعد أن كان معظم الناس يستعيذون منهم بعبارات: «دستور من خاطركم»، لا نؤذيكم ولا تؤذوننا»، وغيرها.
واستذكرت الصحيفة في تحقيقها ما جرى قبل سنوات قليلة في حمص، عندما ذاع سيط رجل في حمص على أنّه يعمل بسحب الجن من أجساد البشر، وعلى وجه الخصوص ادّعى أنّه يسحب الجن من الأعضاء التناسلية للشخص المسحور.
وتضيف : إحدى الفتيات ترددت إلى الرجل الذي يسكن حي المهاجرين لغاية معرفة إذا ما كانت ستتوفق في امتحان الشهادة الثانوية، وبعد عدة جلسات عمد الرجل إلى اغتصاب الفتاة بحجة توفيقها بدراستها، ما استدعى والدها إلى إخبار الجهات المختصة بالجريمة واعتقال الرجل بتهمة الاغتصاب، ومنذ ذلك الوقت لم يعرف شيء عنه.
والتقت “الأيام” شخصاً في محافظة اللاذقية يدّعي بأنه يحمل “سر النبي سليمان” لتتفاجأ أن مهند من مواليد 1990 يعمل في محل لبيع “إكسسوارات الأجهزة الخليوية وبيع “الوحدات” والتصوير”، من دون ملاحظة أي شيء خارق للعادة كما يدّعي الشاب، على الرغم من أنّه يكرر عبارة “لدي براهين ودلائل” بالقدرة على جلب الرزق و فتح النصيب وجلب المحبة والمودة وكشف إن كان هناك مسّ جن للشخص، إضافة إلى إزالة ما أطلق عليه “السحر الأسود”.
ويقول كاتب التحقيق إنه وخلال تواجده في المحل دخلت فتاة برفقة والدتها تريد معرفة موعد نصيبها بالزواج، فدوّن “المنجم” اسمها واسم والدتها وبدأ بـ “الخربشة” على وريقة صغيرة بعد الاستعانة بحاسب محمول، والكلام عن صفات عامة من دون تحديد موعد زواج الفتاة الأمر الذي أثار استياءها والخروج دون نتيجة.
الصحيفة قابلت الاستشاري النفسي لدى منظمة الصحة العالمية، الطبيب النفسي تيسير حسون الذي شرح سبب توجه الناس باتجاه المنجمين والمشعوذين، قائلاً “إن الحاجة إلى اليقين أو بمعنى آخر القدرة على التوقع هي أحد الأهداف والدوافع الأساسية عند البشر، وهي تُناظِر في الحقل الاجتماعي الحاجات البقائية البيولوجية كالأكل والشرب والجنس.
ويضيف د. حسون بأن الدماغ لا يطيق الشك وهو نوع من أنواع الألم لديه، أما عن اليقين فبات معروفاً من دراسات علم الأعصاب الاجتماعي بأن الدماغ يلتمس اليقين ويستخدم من أجله نفس الدارات الدماغية التي تلتمس الطعام والجنس والمكافآت البدائية الأخرى، وكما أن الإدمان على أي شيء عندما يتحقق اليقين يشعر الإنسان بالمكافأة .
ويشرح د.حسّون أن القدرة على التوقع ومن ثم الحصول على المعلومات التي تلبي تلك التوقعات هو ما يجعل من الألعاب العقلية كالكلمات المتقاطعة ممتعة، فهي تمنح دفقة صغيرة من خلق مزيد من الثقة، واعتماداً على الحاجة الأساسية في اليقينية ثمّة من يبيعنا إدراك المزيد منها، فهناك ممارسات متعددة مكرَّسة لحل الارتيابات الكبرى مثل المنجِّمين والمشعوذين والمتنبِّئين وقارئي الكف والفناجين، فهؤلاء جميعاً يلعبون على شكوكنا العميقة في معرفة الغد من خلال الإيحاء بمعرفتهم وقدرتهم على التنبؤ وتلطيف قلقنا بيقينية زائفة، والكلام للدكتور تيسير حسون كما نقلته صحيفة “الأيام”.