صحة

علاج التقرحات وحروق الجلد وضموره ما بعد العلاج الشعاعي

من الخطوات الأساسية لعلاج بعض الأورام السرطانية، العلاج الشعاعي، وقد يتزامن مع العلاج الكيماوي في بعض الأمراض (كسرطان الرئة مثلاً أو سرطان المستقيم أو بعض سرطانات الرأس و العنق )، وقد يلي العلاج الكيماوي كما هو في حالات سرطان الثدي.

تعتمد الفكرة الأساسية على أن الأشعة المسلطة على النسيج الورمي تقوم بتحطيم الحمض النووي ( الدي إن إيه ) الموجود في الخلية السرطانية، وكذلك الطبيعية، مما يوقف قدرتها على الانقسام والتكاثر.

إن الأذية التي يحدثها العلاج الشعاعي للخلايا الطبيعية تظهر على شكل آثار جانبية و اختلاطات، فقد نشاهد الحروق على سطح الجلد، والتي تختلف درجتها بحسب عدة عوامل، منها شدة التعرض ونوع التقنية المستخدمة والجرعة المسلطة، قد تبدأ الحروق باحمرار بسيط ثم تتطور لتصل إلى تقرحات عميقة وتأذ للنسج الرخوة، وفي كل مرحلة نشاهد تغيراً في لون الجلد من الزهري إلى الأحمر وقد يصل حتى اللون الأسود في الحالات الشديدة، وفي حالات التقرحات قد تشاهد الندوب أو الضمور في الجلد المترافق مع ظهور التليف الناتج من تأذي طبقة الأدمة ( إحدى طبقات الجلد )، ومن الممكن أن يؤدي العلاج الشعاعي إلى حدوث وذمة ( تورم ) في ذراع السيدة.

كل تلك الاختلاطات ينبغي علاجها ومتابعتها بالتشارك مع طبيب الجلدية، حيث توصف الصادات (المضادات) الحيوية المناسبة مع كريمات ترميم الجلد التي تساعد الجلد على ترميم ذاته.

بعد الشفاء من التقرحات و الندوب، يبقى هنالك ضرر بسيط يلاحظ على الجلد، قد يشوه الجمالية، وهنالك بعض العلاجات لهذه الأضرار، منها التقشير البسيط الذي يحفز الجلد وينشط الكولاجين، وكذلك استخدام تقنية أمواج (ٌRadiofrequency) التي تحفز كولاجين الأدمة، مع المواصلة على استخدام الكريمات المرممة، وفي حالات قليلة معندة، قد يلجأ الطبيب لاستخدام تقنيات التحفيز الكيميائي عبر عدة أنواع من الحقن، ونشير إلى أن فترة العلاج قد تمتد من أشهر وتصل لسنة، وتكون نسبة النتائج تقريباً بحدود 70%.

ما نريد قوله هو أنه من المهم ألا تهمل المريضة الحالة، وأن تبدأ بالعلاج مع بداية ظهور التقرحات أو الحروق وأن تتحلى بالصبر لانتظار النتائج، وكذلك أن تواظب على استخدام الكريم المرمم، كي تخف الأذية قدر الإمكان وتحصل على أفضل النتائج.

د. أنس غازي ll اختصاصي في معالجة الأورام

زر الذهاب إلى الأعلى