الإمساك عند الأطفال
يعد الإمساك من أكثر الأعراض شيوعاً عند الأطفال في كل الفئات العمرية حيث يقدر انتشاره بنسبة 1-30% عند الأطفال و يصيب الإناث والذكور بنفس النسبة قبل البلوغ .. أما بعد البلوغ فللإناث أرجحية على الذكور.
تعريف الإمساك
للإمساك تعاريف متعددة بناء على قوام البراز و عدد مرات التغوط و صعوبة التبرز، لكن يمكن اعتماد التعريف التالي: هو نقص عدد مرات التغوط عن تلات مرات أسبوعياً، أو تغوط لبراز كبير الكمية قاسي القوام مع إحداث ألم لدى الطفل، أو ترافق الاثنين معاً.
ويجب أن تستمر الأعراض لأسبوعين على الأقل، و أن تسبب انزعاجاً ملحوظاً لدى الطفل يمكن أن يترافق الأمساك أيضاً مع سلس البراز ( عدم القدرة على حبس البراز مما يسبب تلوث ملابس الطفل الداخلية بالبراز).
أسباب الإمساك عند الأطفال
1- السبب الأشيع على الإطلاق هو الإمساك الوظيفي ( اللا عضوي ) وسنأتي على الحديث عنه بالتفصيل.
2- داء هيرشبرنغ و يجب استبعاده في كل حالة إمساك عند الطفل من خلال الاستجواب و الفحص و هو مرض خلقي يصيب تعصيب الكولون، ويتظاهر بإمساك مبكر عادة في الأشهر الأربعة الأولى من حياة الطفل وأهم ما يميزه تأخر تبرز المولود لأكثر من 36 ساعة بعد الولادة، كما يترافق مع فشل نمو عادة.
3- قصور الدرق.
4- التشوهات العصبية مثل القيلة السحائية، الضمور العضلي الشوكي، الشوك المشقوق،…
5- الشلل الدماغي، التوضع الأمامي للشرج، الشقوق الشرجية، البواسير، عدم انثقاب الشرج مع ناسور عجاني، تضيق الشرج، تحسس لحليب البقر، الداء الزلاقي، الداء الليفي العصبي، ارتفاع كلس الدم، نقص البوتاسيوم بالدم.
الإمساك الوظيفي عند الأطفال
هو أشيع سبب كما ذكرنا، يحدث نتيجة تألم الطفل أثناء التبرز لسبب ما، فيبدأ الطفل بحبس البراز لتجنب الألم، ثم يتوسع الكولون نتيجة ذلك ويختفي منعكس التغوط ويحدث الإمساك الذي يترافق بألم أيضا و يدخل الطفل في هذه الحلقة المفرغة.
متى يتظاهر ؟
يتظاهر لدى ثلاث فئات عمرية
1- الرضع في مرحلة الفطام عند تحويلهم من الإرضاع الوالدي للحليب الاصطناعي أو عند إدخال التغذية المساعدة ( الصلبة ) ، أو التبديل من حليب اصطناعي إلى حليب البقر مثلاً.
2- عند الدارجين ( 2-5 سنوات) خلال مرحلة التدريب على ضبط المصرات ( التبول و التبرز في الحمام ).
3- الأطفال في سن المدرسة ( عندما يحبسون البراز في المدرسة).
كيف يتظاهر ؟
يلاحظ الأهل بعض الوضعيات التي يتخذها الطفل نتيجة الخوف أو القلق من ألم التغوط المرافق للإمساك مثل القرفصاء، تصالب الكاحلين، تشنج الجسم، الاستناد للأثاث أو إلى الأم، احمرار الوجه والتعرق والبكاء، اختباء الطفل.
التشخيص يترك للطبيب بناء على الاستجواب و الفحص السريري و الإجراءات التشخيصية المساعدة، لكن يجب على الأهل إدراك أن الفحص الشرجي والمس الشرجي إجراءان هامان للطبيب للتوجه لسبب الإمساك و يجب عليهم تقبل إجرائه لطفلهم عند وجود الإمساك.
العلاج
بالنسبة للإمساك العضوي فيعالج بعلاج المرض المسبب
أما هنا سنتحدث عن علاج الإمساك الوظيفي و هو يقوم على مشاركة بين الأدوية و العلاج السلوكي ، والتعديل الغذائي وقد نلجأ للجراحة في حالات استثنائية فقط.
1- الأدوية توصف من قبل الطبيب وتتوافر بأشكال تجارية مختلفة، محاليل أو تحاميل أو حبوب أحياناً، لا يوجد أي فرق في الفعالية بين التحاميل أو الشرابات.
يجب تصحيح الفكرة الخاطئة الموجودة لدى الكثير من الأهالي و بعض الأطباء أن الأدوية تسبب إدماناً أو اعتياداً أو سرطان كولون إذ تبين أن هذه الأفكار كلها غير صحيحة.
كما يجب أن يعرف الأهل أن العلاج طويل قد يستمر لعدة أشهر ويجب الاستمرار به حتى يوقفه الطبيب، وأن النكس وارد أيضاً عند تغيير ظروف الطفل كالمرض أو تغيير السكن أو القلق لدى الطفل وأن الطفل قد يحتاج لعلاج متقطع في فترة المراهقة.
ملاحظة أخيرة فيما يتعلق بالتحاميل أو الحقن الشرجية، هنالك وضعيات مناسبة لإجرائها كوضعية السجود أو حمل الطفل ورأسه للأسفل مع ثني الفخدين على البطن.
2- العلاج السلوكي بتنظيم أوقات دخول الحمام مرتين يومياً لمدة 5-10 دقائق بعد الفطور و بعد العشاء، و عدم توبيخ الطفل وتشجيعه الدائم خاصة إذا ترافق الإمساك مع سلس البراز.
3-الأغذية: لا توجد حمية خاصة، لكن يجب الإكثار من السكريات والسوائل خاصة السكرية منها كالعصائر وتنويع الطعام ليحتوي على الحبوب والفواكه و الخضار و تجنب حليب البقر.
معايير الشفاء
حدوث تبرز منتظم لدى الطفل لمدة أسابيع أو أشهر دون ألم واضح أو خوف أو حبس للبراز.
د. ماريا خضر ll اختصاصية في أمراض الأطفال والرضع وحديثي الولادة